ذكر رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة معالي الدكتور خالد بن صالح السلطان أن المملكة قطعت شوطا في توظيف الطاقة المتجددة مع قرب اكتمال الجولة الأولى من مستهدفاتها، جاء ذلك أثناء إلقائه الحديث الرئيسي ضمن فعاليات المؤتمر والمعرض الهندسي الدولي الثاني بالرياض، لافتا إلى أن المملكة حددت الاستخدام المستهدف لها بنحو 58% في 2030.
وناقش المؤتمر في ثالث أيامه مسارات الهندسة الكهربائية والشبكات الذكية وهندسة الاتصالات والأمن السيبراني والطاقة المتجددة والحفاظ على البيئة، ضمن فعالياته المستمرة بفندق الفورسيزن بمشاركة خبراء ومختصين من سبعة وعشرين دولة.
وأوضح السلطان أن توسع المدنية يؤدي لازدياد الحاجة للطاقة، وحيث أن 80% من الطاقة المستهلكة في العالم طاقة احفورية فالمملكة دفعت بهذا الاتجاه وتعد أكبر المنتجين لها، ونأمل أن تستمر في ذلك من خلال إنتاج الطاقة المتجددة والذرية مستقبلا.
وبيّن أن فرص الطاقة المتجددة عالميا متنامية وخاصة في الطاقة الشمسية والرياح وذلك من خلال استمرار الانخفاض في تكلفتها وزيادة حصتها إلى 22% من مجموع مزيج الطاقة العالمي بحلول 2040م، علاوة على زيادة استثمارات أبحاثها وتطويرها واستدعاء استخدامها بيئيا.
وأكد على محورية رؤية المملكة 2030 الطموحة التي حددت المستهدف في استخدام الطاقة المتجددة بنحو 58% مخصصة 40% للطاقة الشمسية الكهروضوئية و16% من طاقة الرياح، و2% من الطاقة الشمسية المركزة.
وفي ختام مداخلته أشار السلطان إلى أن أحد إعاقات الإنتاج الموزع أسعار الكهرباء فكلما ارتفعت أسعار الكهرباء كلما كان استخدام الطاقة الشمسية في المنازل أكثر جدوى اقتصاديا، مشددا على أن كل كيلو واط من الطاقة يدخل على المنزل هناك عشرين هللة مدفوعة من الدولة لإعانة الوقود فقط، ولو كانت الكهرباء غير مدعومة لوجدت الطاقة الشمسية في المنازل اقتصادية بشكل كبير جدا.
وحدد السلطان العوامل المؤثرة في إدخال الكهرباء في المنازل عن طريق الطاقة الشمسية والمتمثلة في أسعار الكهرباء وإنتاج ألواح الطاقة الشمسية وطاقة التخزين، مؤكدا على دورها المهم في توزيع الطاقة المتجددة.
وكشف عن دور برنامج توطين التقنيات في تحديد المجالات المستهدفة بالتوطين في العام الجاري، حيث يجري توطين الطاقة المتجددة في المباني وتطبيقات الطاقة الشمسية الحرارية والطاقة المتجددة في تحلية المياه وكذلك تقنياتها في إدارة الشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطبيقات الطاقة الجوفية الحرارية الضحلة للتبريد والتبريد بالطاقة الشمسية واستخدامات الهيدروجين في الطاقة الشمسية وتحويل النفايات إلى طاقة.
وأبان عن الأثر المتوقع لمبادرة بناء القدرات البشرية والتي تعمل على استراتيجية تشمل متطلبات القوة العاملة والمحافظة عليها وتوفير البنية التحتية للتدريب، مشيرا إلى إطلاق المدينة لبوابة "شمسي" لدعم وحدات الطاقة الشمسية الكهروضوئية الصغيرة الموزعة.
كوادر وطنية
بدوره أثنى رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين المهندس سعد بن محمد الشهراني على ما تبذله مدينة الملك عبدالله من جهود في التحول نحو الطاقة المتجددة، مشيدا بدور المهندسين الأكفاء العاملين في القطاع من أبناء المهنة، مؤملا أن تتعمق الشراكة بين الهيئة السعودية للمهندسين والمدينة وترقى إلى مستوى الإسهام بتدريبهم وتوظيفهم وإتاحة التطبيق لهم في مجالات الطاقة المتجددة.
فعاليات مستمرة
ويختتم المؤتمر والمعرض الهندسي الدولي الثاني في رابع أيامه بمشاركة معالي رئيس هية تقويم التعليم والتدريب معالي الدكتور حسام بن عبدالوهاب زمان كمتحدث رئيسي، وتسليط الضوء على مسارات إدارة المشاريع وحوكمتها، والعمارة والبناء المستدام، والهندسة المدنية والمدن الذكية، وذلك من خلال 36 ورقة تتداول في قاعات المؤتمر الثلاث، كما يتيح المعرض للزوار أحدث الابتكارات الهندسية من مختلف المجالات.