تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي

هيئة المهندسين تنظم لقاءً مع الرئيس السابق لشركة أرامكو عبدالله جمعة


هيئة المهندسين تنظم لقاءً مع الرئيس السابق لشركة أرامكو عبدالله جمعة
.26,يوليو 2017

نظمت الهيئة السعودية للمهندسين لقاء ثرياً مع سعادة الأستاذ عبدالله جمعة الرئيس السابق لشركة أرامكو، حضره عدد كبير من قادة القطاعات الحكومية في المنطقة الشرقية، إضافة إلى أعضاء الهيئة بجانب المهتمين في قطاع الهندسة. في بداية اللقاء رحب سعادة الدكتور جميل البقعاوي رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين بسعادة الأستاذ عبدالله جمعة، الذي قدم محاضرة كانت مليئة بالذكريات ومتحدثاً عن نشأته وتجاربه وبداياته الشخصية والعملية، وآفاق العمل في شركة أرامكو ودور المهندسين السعوديين في رقي الوطن وازدهاره. كما سعادة رئيس مجلس الإدارة أن الأستاذ عبدالله جمعة أعطى دروساً يستنير بها الجميع خاصة حديثي التخرج من المهندسين، نقلاً من شخصية تملك تجربة ثرية لشخصية قيادية كان لها حضور كبير وفاعل على المستوى العالمي، بمختلف المستويات العلمية والمهنية والعملية في اللقاءات والفعاليات المحلية والعالمية. بعد ذلك بدأ ضيف اللقاء الأستاذ عبدالله جمعة الرئيس التنفيذي السابق لشركة أرامكو، حديثه في لقاء يعد باكورة سلسلة اللقاءات التي تستضيف فيها الهيئة السعودية للمهندسين عدداً من المسؤولين والقيادين المؤثرين في القطاع الهندسي، حيث بدأ حديثه بقوله : "بينما كنت أستجمع أفكاري للقائي معكم دار في خاطري أنني عندما أتحدث إليكم فأنا لا أتحدث إلى هيئة مهنية فقط، بل إلى كِيان ووحدة إجتماعية تضم أجيالا متعاقبة من المهندسين، مثل هذا الكيان لا يلتزم فقط بقيم ومصالح مشتركة بين أعضائه، بل إنه يتكون من مجموعات وشرائح متعددة كلٌ منها له آراؤه ونظرتُه للحياة، تسهم جميعاً في الحراك المجتمعي الأشمل، هذا ما يجعل هذا الكيان غنياً وقوياً وموحداً، لشموله على التنوع في وجهات النظر والأفكار والرؤى داخل إطاره القيمي وضوابطه المؤسسية". وأضاف : "من تجرِبتي الشخصية فإن الدروس التي تعلمتها وما زالت عالقة في ذهني هي تلك الدروس والعبر التي تعلمتها من الإخفاقاتِ وقد ساعدتني أكثر من تلك التي  تعلمتها من النجاحات والإنجازات، ففي الحياة المهنية والحياةِ عموماً ستكتشفون مثلما اكتشفت، أن أحسن معلم وأكثرهم تأثيراً على مستقبل الفرد قد يكون الأخطاء الكبرى التي ارتكبها والإخفاقات التي واجهته، وعندما تمسون في مواقع المسؤولية القيادية فستكتشفون أن قراراتكم الصائبة هي نتاج تجاربكم، وأن تجاربكم قد تكون نتاج الكثير من قراراتكم الخاطئة".

وفي معرض حديثه وجه الأستاذ عبدالله جمعة رسالةً للمهندسين والمهندسات حديثي التخرج : "وأنتم في مقتبل العمر لا شيء يمنعكم من أن تشدوا الرحال وتحثوا الخطى فوق الدروب والمرتقيات الصعبة نحو القمم الشاهقة، ولكن الوصول يتطلب منكم شيئا من التواضعِ والإحترام لمن هم أقدر منكم ،كما يتطلب منكم كذلك درجات من الجهد والصبر عندما تجدون أن تطوركم المهني لا يحدث بالشكل أو السرعة التي تتمنونها". وزاد : "لا تشترطوا الحصول على وظائف مرموقة أو مريحة في بداية حياتكم المهنية، خذوا ما تيسر من الوظائف طالما أنها تكسبكم تجربة وخبرة، وحتى لو كانت في مناطق نائية وتعلموا ممن هم أعلم منكم، وثقفوا أنفسكم ذاتيا بلا توقف وبلا إحباطات وبلا تقاعس، وكونوا مبادرين في صناعة الفرصة لأنفسكم ولا تنتظروا الفرصة حتى تأتي إليكم". ووجه رسالة أخرى للمهندسين الذين يملكون خبرات كبيرة في الجانب العملي، إذ قال : "أهيب بكم أيها المخضرمون من المهندسين، بأن تولوا موضوع دوركم في التنمية المهنية للجيل الجديد إهتمامكم وتضعوا خبراتكم ومعارفكم وما تعلمتموه خلال حياتهم المهنية في خدمة أبنائنا وبناتنا من المهندسين الجدد، وأن تعتبروهم شركاءَ في صناعة المستقبل، وكما ذكرت إلى الجيل الجديد من المهندسين فإن التطور والتعلم لا يحدهما وقت ولا سن، فكما يتعلم الشباب ويتطورون فكذلك يتعلم الذين هم أكبرُ سناً، وصدقوني أنني ما زلت أتعلم مهارات جديدة حتى بعد أن مر حوالى نصف قرن مذ بدأت مسيرتي المهنية". في نهاية اللقاء كرمت الهيئة السعودية للمهندسين ضيف اللقاء سعادة الأستاذ عبدالله جمعة الرئيس السابق لشركة أرامكو، مثمنين له تكرمه بحضور اللقاء وتقديم عصارة خبراته التي اكتسبها منذ بداية عمله عام ١٩٦٨م، وسط تفاعل كبير من الحضور وتحديداً أعضاء الهيئة والمهتمين بالقطاع الهندسي.