​​أكد رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين سعد بن محمد الشهراني أن أكبر استثمارات الهيئة تتمثل في المهندس السعودي بتعليمه وتدريبه ورفع مستواه لكي يكون مستعدا لمقارعة تحديات السوق، مضيفا أن الهيئة حققت قفزة بزيادة عضويتهم بنسبة 35%، كما قامت بالحد من تزوير الشهادات في القطاع واستباق المزورين بخدمة "اجتياز" وربط التصنيف باعتماد الهيئة.

الكادر قريبا
وبيّن الشهراني في المقابلة التي أجراها مع برنامج "ياهلا 2030" على شاشة روتانا خليجية أن الكادر الهندسي الذي طال انتظاره وصل إلى مراحله النهائية، مشيرا إلى أن جهود المجالس السابقة حملته إلى مراحل متقدمة، فيما حملته اللجنة المستقلة المكلفة به إلى لجان هيئة الخبراء والخدمة المدنية، وقد أكملنا الملف وأجبنا كافة الاستفسارات في انتظار اكتمال المشروع من قبل وزارة الخدمة المدنية.

العضوية والتوظيف
ولفت رئيس مجلس الهيئة إلى تقلص المهندسين غير السعوديين في عضوية الهيئة لنحو 149300 ألف بينما كانوا يناهزون الـ194 ألف العام الماضي، موضحا أن السوق في حاجة إلى المهندسين بكافة تخصصاتهم، وأن الهيئة وضعت البرامج لتمكين وإحلال الوظائف بالمهندسين السعوديين.
وأكد على أن العمل المشترك مع وزارة العمل والشركات الكبرى ومشاريع الدولة واشتراط نسب معينة في المشاريع الكبرى مع تشغيل حديثي التخرج بنسبة 10% من المشاريع الكبرى ستؤدي إلى تقليص الفارق في السوق بين المهندسين السعوديين والأجانب.
وعن اشتراط الخبرة في التوظيف، أبان الشهراني أن الهيئة عملت على وضع ضوابط للحد من استقدام المهندسين الأجانب، بوضع حد أدنى للخبرة بخمس سنوات، وتدشين خدمة "اجتياز" للتأكد من شهاداته وخبراته قبل دخول السعودية، بينما السعودي لا تشترط له الخبرة، وهناك جهات تستقطب خبرات معينة للعمل بمشاريع نوعية.
وشدّد على أن الهيئة تعمل على إيجاد توازن بين المهندسين الجدد وأصحاب الخبرة بحيث لا تتأثر جودة المشاريع أو تتعطل، كما دشنت منصة "مؤهل" لتساعد في خلق وظائف وتسهل حصول المهندسين على الوظائف وتسهيل وصول الشركات إلى المهندسين حسب الخبرات المطلوبة.
وربط الشهراني تزايد إقبال السعوديين على العضوية بنتائج عمل البرامج التوعوية وزيارة عدد من الجامعات لشرح برنامج نظام مزاولة المهن الهندسية وتنظيم زيارات للشركات القيادية الكبيرة والتوعية بالانضمام والحصول على الاعتماد المهني والعضوية.

مبادرات ومنجزات
وكشف الشهراني عن تدشين مبادرة أفكار وابتكار لتجميع وتنظيم أفكار المهندسين الإبداعية لكي نتمكن من انشاء بنك معلومات لها، فيما تعمل لجنة على تقييم الأفكار المقدمة، وبالتالي انشاء حاضنة أعمال تمكّن المهندسين من تطبيق أفكارهم، مضيفا أن المؤتمر الهندسي الذي سيقام في مكة سيركز على التعليم الهندسي والابتكار، كما سيشهد تقديم جائزة التميز الهندسي لتكريم المتميزين ودعم المبدعين.
وضمن آخر المشاريع والمبادرات أطلقت الهيئة منصة "ممارس" لخدمة المكاتب الهندسية وتحديث وتطوير معلوماتهم وطباعة التراخيص الكترونيا وطباعة التقارير الهندسية.

تطبيق الكود
وقال إن من أهم منجزات المرحلة تطبيق كود البناء السعودي التي تشغل الهيئة عضوية لجنته التي مقرها الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس، وأنها ساهمت بوضع الاشتراطات والمواصفات اللازمة للبناء وإدارة المشاريع والانشاءات بالتعاون مع المجلس الأمريكي لكود البناء، لافتا إلى عمل دورات عن كود البناء وتغطية كافة مناطق المملكة بها مع تدريب وتأهيل مدربين سعوديين لعمل دورات عنه.

التوظيف والتدريب
ونفى الشهراني ما يتردد من أرقام عالية عن عطالة المهندسين، مشيرا إلى أن أرقام الهيئة تشير إلى أنها تقع في حدود 5 آلاف و 5500 عاطل، مضيفا أن العدد جداً قليل مقارنة بالفرص الموجودة، مؤكدا أن التوظيف ليس بالأمر التعجيزي وأن بالإمكان القضاء على البطالة، لو تظافرت جهود الجهات ذات العلاقة لإيجاد وظائف لهم سواء عبر التعامل مع الجهات الحكومية أو التواصل مع المشاريع الكبيرة.
وعن جدل تكلفة الدورات أجاب الشهراني بالقول أن الهيئة تدفع جزء كبيرا من تكلفة الدورات مع حرصها على تنويع الدورات وجعل عدد كبير منها مجانيا أو بأسعار رمزية، مؤكدا أن الهيئة ستبقى غير ربحية رغم أن كل ميزانيتها تشغيل ذاتي.